دقيقتان
من أصعب الأمور التي قد يواجهها شخص مثلي – يحب الحلويات و الشوكولاتة – هي أن أعرف أنَّ هنالِك “كيك” بالموز و الشوكولاتة على الطاولة في منزلي, و أن أحاول تجنبَهُ. أمر في غاية الصعوبة, فعلاً!! سيتفهّم الكثيرون صعوبة هذا التحدي الكبير إن كانوا من محبي الحلويات أيضاً. لكن بالرغم من طعمها اللذيذ والسلس, الحلويات ليست صحيّة و هي غير مفيدة. في الواقع أنها تُسمَّى “سعرات حراريّة فارغة”. لأنه بالرغم من أنها غنيّة بالسعرات الحراريّة إلّا أنها ليس فيها أي فائدة ولا تسُدّ جوع الذي يتناولها. بالعكس بعد بضع ساعات من تناولِها, تُسبّب شعور بالهبوط و الجوع الشديد و كأنَّكَ لم تأكل أي شيء على الإطلاق!
في حياتنا اليوميّة نجد أنفسنا نقوم بأمور كثيرة تشبعنا مؤقتاً, تماماً مثل الحلويات. نملئ أوقاتنا بمشاهدة برامج و أفلام مليئة بمشاهد غير طاهرة أو كلام سفيه, نتابع حياة المشاهير. نقضي أوقات طويلة نلاحق أخبار أناس آخرين على “Facebook” و غيرِهِ, نصرف وقتاً في مناقشة شؤون الآخرين و الثرثرة … بعض هذه الأمور قد لا تكون خطأ و لكنَّها غير مفيدة و فارغة. كما أنّها تأخذ الكثير من إنتباهنا و إهتمامنا. أمور لا تبنينا لكن تبقينا على هامش الحياة, و على هامش العلاقة مع الله. ثمَّ مع مرور الوقت نجد أنفسنا مملوئين بأفكار غير طاهرة, غير مُحبَّة, عدم رِضى, و عدم إكتفاء … لأننا أشبعنا أنفسنا وقتياً بهذه الأمور الفارغة, فوصلنا إلى وقت بتنا نشعر فيه بالفراغ!
كما تهتم بجسدِكَ, إهتم بروحَك و اشبعها من الأمور الباقية, التي تدوم للأبد. مكتوب في الكتاب المقدس “كل ما هو حق,ٌ كل ما هوَ جليل,ٌ كل ما هوَ عادلٌ, كل ما هوَ طاهِر,ٌ كل ما هوَ مُسر,ٌ كل ما صيتُهُ حسنٌ؛ إن كانت فضيلةٌ و إن كان مدحٌ ففي هذه افتكروا” فيليبي ٤: ٨. إملأ وقتك و نشاطاتك, برامجَك, أوقات التسلية و المرح, بأمور تُشبع روحَك للمدى الطويل و تُغذّي عقلَك. لقد أصبحنا محاطين من كل صوب بأمور غير طاهرة, غير مفيدة, لذلك دعنا نجتهد بأن نحيط أنفسنا بالأمور التي تُشبِع النفس. عندها نستفيد, و ننموا في علاقتنا مع الله و في علاقاتنا و تعاملنا مع الآخرين.