لا شك أن العالم ممتلئ بأخبار سيئة. وتأتي هذه الأخبار السيئة من خلال وسائل الإعلام المتنوعة لنا كانهيار جليدي متتابع لا سبيل إلى إيقافه. وكأن هنالك صندوقًا من الشرور والمصائب انفتح ولا يستطيع أحد أن يغلقها مهما تمتع بالحكمة والمواهب والنفوذ. إنها موجة جانحة تهدد باكتساح كل ما هو أمامها.. وحش غير عقلاني غير قابل للترويض أو التفاوض. وتتراكم القصص حول المآسي والجرائم والضغوط الاقتصادية فوق مشكلاتنا الشخصية وآلامنا، مساهمةً في مشاعر من الحصَرَ النفسي الساحق واليأس. ويحاول باحثون متخصصون في كل مجال أن يدرسوا تلك المشكلات ويحللوها ويضعوا لها الحلول الممكنة. لكن محاولاتهم وجهودهم تذهب سدى. فالمشكلة عصية على الإنسان لأنه هو نفسه المشكلة، وهو الذي يحتاج إلى حل. فلا التعليم العالي ولا المعرفة ولا المؤسسات التربوية بنظرياتها ولا النصائح ولا التديّن المخْلص قادر على تغيير الإنسان ونزع الوحش القابع في نفسه. فالصورة قاتمة مكئبة. ويتركنا هذا كله بقلب مثقل جدًا.
وفي وسط مثل هذا العالم، يدعوك الله إلى أن تقدم الرجاء لكل محتاج. فالحل الأمثل والوحيد هو الذي يقدّمه اللهُ في كلمته التي استأمنك عليها. والرجاء الأكيد هذا مرتكز على المسيح بما يمثله شخصه، وعمله الفدائي على الصليب، وموارده التي لا تنضب في الروح القدس الذي سكن فيك عندما آمنت بالفادي. يدعوك إلى أن تحمل للناس رسالة المصالحة بين الله والإنسان لكي يتعرفوا إلى الإله الحقيقي المحب الصالح. فطالما سادت صورة مشوهة لله عن إله متعالٍ بعيد غاضب منتقم. وهو يريد الناس أن يروه شخصيًّا في المسيح. يريدك أن تكون سفيره وأداته للمحبة والنعمة والدعم والتشجيع. ويتوق الله إلى إيصال أخباره السارة إلى أشخاص متألمين وقلقين متفجّعين وخائفين. وهو يبحث عن أشخاص مثلك في استخدام صوتهم في النطق بكلماته ورفْع قلوبهم المثقلة وإلهامها. وهو لن يفعل ذلك عادة من خلال ملاك من السماء. بل يفترض أن تكون ملاكه، أي المرسَل منه لتحقيق مقاصده.
أنت كمؤمن بالمسيح مؤهّل لهذا الدور. لماذا؟ 1. لقد تلقّيت الخبر السار حول محبة الله لك في المسيح. 2. وذقت رجاءه الأكيد. 3. وتعرف فرح سكناه فيك. 4. وتعرفُ صفات إلهك الرائعة المشجعة. 5. وتفهم غنى كلمته والوعود التي لك فيها والموارد المتوفرة والكافية لاحتياجاتك في مختلف نواحي حياتك. 6. ولديك أيضًا دعم الإخوة المؤمنين. يمكنك أن تشارك هذه كلها مع المحتاجين إليها لتشجعهم على اختبار ما اختبرته. وسيذوقون الانتصار المظَفّر. “وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ رَبِّنَا.” إن توحُّدك مع المسيح هو الذي يضمن انتصارك الأكيد.
ويمكنك أن تُفرح الإخوة المؤمنين الذين يمرون بأوقات صعبة. تخبرنا أمثال 12: 25: “الغم في قلب الرجل يحنيه، والكلمة الطيبة تفرّحه.” وعلاج القلق والخوف هو كلمة تشجيع! فكن موصلًا للأخبار السارة اليوم، وشجعْ شخصًا محبطًا بنزع أفكار قلقه وخوفه ويأسه واستبدالها بأفكار الإيمان والرجاء والمحبة.